يسوع حسب المؤرخين

أهمية التناسق الكتابي

فى نقاش عن دقة كل كلمة في الكتاب المقدس من أيام ما بدأ، يعني على مدار ألفين سنة تقريباً. لكن، الجوهر الأساسي للكتاب المقدس بيدور حوالين العهد الجديد، وبالأخص حوالين يسوع المسيح. يسوع هو محور الإيمان المسيحي، زي ما بولس الرسول كتب في 1 كورنثوس 15:14 " "ولو لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، لَكَانَ تَبْشِيرُنَا عَبَثاً وَإِيمَانُكُمْ عَبَثاً". بمعنى تانى ، اساس(جوهر) الإيمان المسيحي بيدور حوالين ثلاث أفكار: 1) يسوع فعلاعاش ، 2) يسوع مات، 3) يسوع قام من الموت. لو أي واحده من التلات نقط دي مش حقيقية ، زي ما بولس بيقول، "فتبشيراتنا باطلة وإيمانكم باطل." فمهم جدا إننا نبص على المصادر التاريخية اللي مش مسيحية عشان نتأكد إن الثلاث نقط دول فعلاً حقيقية وكلها صحيحة . لحسن الحظ، في أكتر من مصدر بتأكد الرواية الكتابية عن موت المسيح. هنا هنتكلم عن اتنين من المؤرخين اللي ذكروا بشكل مباشر يسوع كشخصية تاريخية

تاكيتوس

تاكيتوس كان سياسي روماني كتب عن تاريخ الإمبراطورية من سنة 69-96 ميلادي (وقت وفاة دومتيان). السنة بالظبط اللي كتب فيها "السجلات دى" (توثيق الأحداث على مر الزمن )كانت مش معروفة اوى ، لكن المفترض إنه كتبها حوالي سنة 117 ميلادي. التاريخ مش معروف لأن جزء كبير من الكتاب ضاع. ليقوا جزء واحد في دير كورفاي في ألمانيا، والجزء التاني لقوه في مونتي كاسينّو في إيطاليا. الأجزاء اللي اتبقت من المخطوطة دى فيها معظم اللي نعرفه دلوقتي عن الإمبراطورية الرومانية حسب التواريخ اللي بيغطيها فى الوثايق دى جزء بيقول :

"لكن لا مساعدات الناس ، ولا كرم الإمبراطور، ولا كل الطرق اللى كانوا بيحاولوا بيها يهدو الامور، قدرت توقف القيل والقال أو يشيلوا الاعتقاد إن الحريقة كانت بأمرمنه. عشان يوقف الإشاعة، نيرون قرر يلفق التهمه لمجموعة من الناس اللي كانوا مكروهيين لعيوب فيهم ،27 و الناس كانوا بيسموهم مسيحيين .28 (كريستوس) الشخص ده، اتنفذ فيه حكم الإعدام في عهد تيبريوس، بأمر من الوالي بيلاطس البنطي،29 وفعلا الديانة المسيحية اتوقفت فترة قصيرة لكن بعد كده رجعت تاني، مش بس في اليهودية، المكان الأصلي لبدايتها، لكن كمان في العاصمة نفسها ..."

         " ده بيرجع لبداية اضطهاد الإمبراطور نيرون للمسيحيين في روما، عشان يجيب اللوم عليهم ويلزق فيهم تهمة الحريق الكبيراللى حصل سنة 64 ميلادي. الإشاعة كانت بتقول إن نيرون هو اللي أمر بالحريقة عشان ياخد الأرض ويكبر قصره. وكمان تاسيتوس قال كده، إن نيرون استخدم المسيحيين ككبش فداء عشان يشيل الإشاعات دي . لكن تاسيتوس كمان قال إن المسيح اتنفذ فيه حكم الإعدام على يد بيلاطس البنطى في اليهودية، في عهد الإمبراطور تيبريوس. . تيبريوس كان إمبراطور روما من سنة 14 لحد 37 ميلادي، وبما إن الحكم علية كان في اليهودية، وهي منطقة في إسرائيل، وده بالظبت نفس القصة اللي موجودة في الأناجيل

فلافيوس جوزيفيوس

يمكن من أشهر المؤرخين القدام اللي اتكلموا عن يسوع بشكل مباشر هو فلافيوس جوزيفيوس. جوزيفيوس كان مؤرخ روماني كتب كتب، ومن ضمنهم كتاب عن حياته الشخصيه بيحكي إمتى اتولد وإمتى بدأ يكتب كتبه. من كتبه الشخصيه "حياة جوزيفيوس. مكتوبة بإيده"، نعرف إنه اتولد في سنة 37 ميلادية، "في السنة الأولى من حكم جاييس قيصر". كمان قال إنه كتب أحداث الأمة اليهودية عشان "يثبت الحقيقة ويمنع تحريف الحقائق"، لأنه شاف كتير من الروايات اللى مش حقيقيه عن الحرب بين الرومان واليهود وكان نفسه يسجل الحقيقة. وكمان نعرف إنه حوالين سنة 94 ميلادية كتب كتاب تاني اسمه "الآثار اليهودية" اللي كان فيه تاريخ الشعب اليهودي وأراضيهم. في الكتاب ده، جوزيفيوس كتب:

في نفس الوقت، ظهر في اليهودية شخص عجيب اسمه يسوع، لو نقدر نقول عليه إنسان. كان مشهور جدًا بإنه بيعمل معجزات، وكان معلم للي عاوزين يعرفوا الحقيقة ببساطة، وجاله كتير من التلاميذ، سواء من اليهود أو من غيرهم. ده كان المسيح، اللي سلمه بيلاطس، بناءً على اتهامات من امراء كبار في الأمة، عشان يتعاقب بشكل مهين على الصليب، ورغم كده ما تخلّوش عنه الناس اللي حبوه في الأول. هو ظهر لهم حي تاني تالت يوم بعد صلبه زي ما توقعه الأنبياء ومعاه معجزات تانية كتير عنه. ومن وقتها، لحد دلوقتي، فيه مجموعة من الناس اسمهم

المسيحيين، اللي بيعتبروه إنه هو رئيسهم، ربهم، وقائدهم في الجزء ده عندنا القصة الكتابية متأكدة بالكامل، مكتوبة من مؤرخ غير مسيحي، بس بعد 60 سنة بس من وفاة المسيح. جوزيفوس أكد إن يسوع كان شخص حقيقي في اليهودية، كان بيعمل معجزات وبيعلم الناس، واتصلب على إيد بيلاطس، وظهر لتلاميذه حي تاني بعد تلات أيام ؛ نفس الرواية اللي الكتاب المقدس بيتكلم عنها

استنتاج

الاتنين المؤرخين دول كتبوا عن تضحية يسوع كشخصية تاريخية. من كتاباتهم نقدر نعرف إن يسوع كان معروف في العالم الروماني في القرن الأول، وإن تلاميذه نشروا إيمانهم بمعجزاته وقيامته حتى إنهم ماتوا بالسبب ده. الروايات دي بتأكد إن يسوع كان شخص حقيقي، ومعجزاته وموته وقيامته اتقالت من مؤلفين غير مسيحيين وده بيؤكد القصة اللي موجودة في الكتاب المقدس."

[1] (Tacitus n.d., 15.44)

[2] (Josephus 1773, 41)

[3] (Josephus 1773, 343)

References

Josephus, Flavius. 1773. The Works of Flavius Josephus. Translated into English, by Sir Roger L’Estrange, Kt. Viz. 7. Translated by Roger L’Estrange. Vol. 1. London.

Tacitus, Cornelius. n.d. The Annals. Translated by Bill Thayer.

لو عندك أي أسئلة زيادة، ممكن تتواصل معانا على فيسبوك ماسنجر من الرابط تحت.

Scroll to Top

This site uses cookies to enhance the user’s experience. By continuing to use our site you are agreeing to our use of cookies.