هل الكتاب المقدس اتغير؟
في اعتقاد منتشر إن الكتاب المقدس اتحرّف واتغيّر على مدار الالفيات اللي عدت. لكن الاعتقاد ده ملوش أي دليل. عشان يثبتوا إن الكتاب المقدس مفيهوش تغيير، علماء الآثار و اللاهوتيين دوروا على أقدم أجزاء من كتب الكتاب المقدس. ورغم إن ده هدف كبير، خصوصًا إن الأقمشة والمخطوطات (الرقوق ) دى نادر جدا ما بتعيش لفترات طويلة، إلا إنهم حققوا شوية نجاح. كمان بالمنطق الكتاب المقدس مكنش ممكن يتغيّر، لأن كان فيه شهود كتيريقدروا يثبتوا أي تغييرات، وكمان فيه نسخ قديمة ممكن يتقارن بيها علشان يتأكدوا إن النسخ الجديدة متغيّرتش
العهد القديم
الكتاب المقدس مقسوم لجزئين مميزين العهد القديم والعهد الجديد. العهد القديم فيه قصص عن الشعب اليهودي،والتاريخ بتاعهم وأنبياءهم, أما العهد الجديد فيه قصص ورسايل عن يسوع والناس اللى بيتبعوه* الفرق ده مهم لأن العهد القديم كان بيتعلم في الإيمان اليهودي وبيتسمى "التناخ". ده معناه إن أي تغييرات في العهد القديم كانت هتحتاج تعاون بين اليهود والمسيحيين، وده مستحيل لأن التاريخ بيقول إن المجموعتين مكنوش متفقين. لو أي مسيحي حاول يغير حاجة في العهد القديم، قيادات اليهود كانوا هيعرفوا على طول وهيقدروا يثبتوا إن المسيحيين بيعلموا حاجات غلط. كمان، كتير من الرسل كانوا أصلا يهود، زي بولس اللي كان متعلم كويس جدًا وكان عارف التناخ بشكل ممتاز، وكان هيعرف لو أي تغيير حصل. واليهود، من ناحيتهم، عمرهم ما كانوا هيغيروا حاجة في التناخ لأنهم كانوا بيتعاملوا معاه باحترام وتقدير كبير لدرجة إن مجرد الكلام عن فكرة تغييره كان يعتبر سبب للإعدام,عشان كانوا مأمورين يحافظوا على سلامة الكتاب
لاَ تَزِيدُوا عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِكَي تَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا(.التوراه التثنية ٤: ٢))
فكان مستحيل إن المسيحيين يقدروا يغيروا حاجة في العهد القديم التغييرات كانت هتبان بسهولة لما يقارنوا كلام العهد القديم بالتناخ، ولو المجموعتين غيروا حاجة، كان هيبقى فيه اختلافات بين الكتابين. لكن ده مَحصَلش. العهد القديم والتناخ زى بعض تمام ، ومفيش اى اختلاف بينهم.
لكن ده بيحط سؤال تاني، هو ممكن يكون التناخ اتغير قبل ظهور المسيحية؟ عشان نجاوب على السؤال ده، بنبص على الاكتشافات الأثرية اللي ممكن تساعدنا. في الحالة دي، أهم الاكتشافات كانت مخطوطات البحر الميت.
مخطوطات البحر الميت هي مجموعة من المخطوطات اللي اتلقت في كهوف في الضفة الغربية ايامنا دى . المخطوطات دي فيها أجزاء من كل كتب التناخ، ما عدا سفر إستير، وتاريخها بيرجع للقرن الثالث لحد القرن الأول قبل الميلاد.. .. والأعجب من كده إن المخطوطات دي مفيهاش أي اختلافات كبيرة عن كتابات التناخ، وبالتالي العهد القديم. دي أكتر مجموعة كاملة من نصوص العهد القديم القديمة اللي اكتشفوها لحد دلوقتي، وبتثبت إن العهد القديم مفيهوش أي تغييرات من قبل زمن يسوع وبداية الإيمان المسيحي
العهد الجديد
الجزء التاني من الكتاب المقدس، اللي هو العهد الجديد، برضه اتسأل عن محتواه. وفيه طرق مشابهة نعرف بيها إن النصوص دي مفيهاش أي تغييرات خلال الـ 2000 سنة اللي فاتوا.
أول حاجة نعرفها هي إن الأحداث اللي اتكلموا عنها كانت معروفة كويس للناس في القرن الأول بعد الميلاد. لو كان أي رسول غير في الأحداث،. كان سهل لأي حد يكتشف الغلط ويثبت إن الرسول كذاب. لكن ده مَحصَلش. أحداث العهد الجديد عمر ما كان فى اثبات إنها غلط. بالعكس، فيه مؤرخين كتير كتبوا عن أحداث مشابهة، وأثبتوا وجودها (شوف صفحةيسوع حسب المؤرخين. وكمان، نسخ كتير اتعملت من الرسايل وتعاليم الرسل عشان تتوزع على أكبر عدد ممكن من الكنايس. وده معناه إن أي تغيير كان هيتعرف فوراً من اللي عندهم نسخة من النصوص.
الطريقة التانية اللي نقدر نعرف بيها إن العهد الجديد مفيهوش تغيير هي الأدلة الأثرية اللي بتثبت إنه مفيش أي تغيير حصل. رغم إن النصوص دي أغلبها اتلقت في حتت صغيرة، الحتت دي مفيهاش أي تغييرات عن الكتاب المقدس الموجود دلوقتى . أربع حتت بردية فيها كتابات من العهد الجديد رجع تاريخها بشكل مؤكد للقرن التانى بعد الميلاد.. .
وكمان مخطوطة سينا ( شبه جزيرة سيناء) اللى اكتشفوها في دير سانت كاترين في مصر سنة 1846. المخطوطة دى نسخة كاملة من العهد الجديد كله، وتاريخها حوالي سنة 350 ميلادياً. والأهم من كده، إن المخطوطة مفيهاش أي اختلافات كبيرة عن الكتاب المقدس الموجود دلوقتى ولا عن الحتت اللي اتكلمنا عنها قبل كده.
الأمثلة دي بتورينا إننا نقدر نقول بثقة إن العهد الجديد مفيهوش أي تغييرات من وقت ما اتكتب.. أول حاجة عشان الناس في القرن الأول بعد الميلاد كان ممكن يتأكدوا من الحقايق، وتانى حاجة عشان نسخ كتير اتعملت وكان ممكن يقارنوا بينها، واخر حاجة عشان عندنا نسخة من العهد الجديد من سنة 350ميلادى . كل ده بيخلينا واثقين في الحقيقة اللي بنؤمن بيها، ونعرف إنه على مدار ألفين سنة مفيش أي تغييرات حصلت في كلمة الله.